اتخذت نيوزيلندا خطوة نحو استخدام بيانات الاعتماد الرقمية للخدمات عبر الإنترنت مع إدخال هيئة Trust Framework. ستقرر هذه الهيئة المنظمات التي يمكنها تقديم خدمات الهوية الرقمية. يهدف نظام الهوية الرقمية إلى تبسيط العمليات مثل فتح حساب مصرفي أو الوصول إلى الخدمات الحكومية عن طريق استبدال المستندات المادية بالتحقق الرقمي.
قد يكون لهذا تأثير كبير على الاقتصاد الرقمي لنيوزيلندا. وقد أعربت وزيرة الحكومة الرقمية، جوديث كولينز، بالفعل عن رغبتها في زيادة استخدام الحكومة للذكاء الاصطناعي في قطاعات مثل الصحة والتعليم. ومع ذلك، يجب النظر في هذه التطورات بعناية في السياق الأوسع للمبادئ التي تحكم اقتصادنا الرقمي.
في حين أن المعرفات الرقمية ضرورية للوصول إلى الخدمات الرقمية والثقة بها، إلا أنها تحتاج إلى إدارتها وحمايتها بما يتماشى مع قيمنا. وهذا يشمل النظر في وجهات النظر الشخصية والمجتمعية والوطنية. يجب أيضًا اعتبار تطوير الخدمات الرقمية الجديدة ومن يقوم بتطويرها كجزء من الاقتصاد الرقمي الأوسع.
يُظهر تقرير حديث صادر عن باحثين من مشروع Veracity Technology Spearhead ومزود السحابة المحلي Catalyst Cloud كيف يرتبط المعرف الرقمي ارتباطًا وثيقًا بإدارة البيانات وتدفق المعلومات. يشير التقرير إلى أننا بحاجة إلى تعديل كيفية بناء الأنظمة الرقمية نحو نموذج لامركزي يفصل إدارة البيانات عن معالجة البيانات. وفقًا لتقرير حديث صادر عن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، هناك حاجة ماسة إلى مثل هذا التعديل لضمان سلامة المواطنين والشركات ولديهم خيارات في عالم رقمي.
تدرك العديد من البلدان أهمية وجود البنية التحتية للبيانات الوطنية الخاصة بها. على سبيل المثال، يعد نظام X-Road في إستونيا، الذي تم إطلاقه في عام 2001، أساس خدمات الحكومة الإلكترونية في البلاد، مما يسمح بتبادل البيانات الآمن بين قواعد بيانات القطاعين العام والخاص. وقد مكنت هذه البنية التحتية إستونيا من أن تصبح رائدة في الخدمات الحكومية الرقمية، من التصويت عبر الإنترنت إلى السجلات الصحية الرقمية.
ومع ذلك، تجد العديد من الشركات المحلية نفسها في موقف صعب. وهي تعتمد على الخدمات التي تقدمها شركات التكنولوجيا الكبيرة لعملياتها الرقمية، وتقوم عن غير قصد بتسليم البيانات في هذه العملية. قد يستخدم تجار التجزئة الصغار، على سبيل المثال، منصات التجارة الإلكترونية التي تجمع بيانات العملاء وتحللها. في حين أن هذه المنصات تقدم خدمات قيمة، فإنها تسرّب أيضًا رؤى يمكن استخدامها للتنافس مع الشركات التي تخدمها.
إن التحدي الذي تواجهه الشركات المحلية واضح. إنهم بحاجة إلى أدوات رقمية ليظلوا قادرين على المنافسة، ولكن استخدام هذه الأدوات غالبًا ما يعني التخلي عن السيطرة على البيانات التي يجمعونها. هذه البيانات، بدورها، تغذي نمو وهيمنة شركات التكنولوجيا الكبيرة، مما يخلق دورة يصعب كسرها.
إن الطريق إلى إنشاء بنى تحتية وطنية عادلة للبيانات معقد وسيتطلب التعاون بين الحكومات والشركات والمجتمع المدني. ومع ذلك، فإن الفوائد المحتملة – زيادة الابتكار والمنافسة العادلة والوصول الديمقراطي إلى الاقتصاد الرقمي – تجعلها رحلة تستحق القيام بها.